[محمد أبو طير مقدسي أصيل أمضى 25 عاما في سجون الاحتلال
ولد الشيخ محمد أبو طير في قرية (أم طوبا) المجاورة للقدس, وفيها نشأ وترعرع, وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة صور باهر الإعدادية، ومن اللطائف في حياة الشيخ أبو طير أنه حمل لقب "الشيخ" منذ أن كان في الإعدادية، وقد تلقى الدراسة الثانوية في مدرسة الأقصى الشرعية، وتخرج منها عام 1971 وحصل على شهادة شرعية وعلى شهادة ثانوية عامة.
كانت شهادة شيخنا تؤهله لأن يلتحق بأي كلية شريعة في الأردن أو جامعة المدينة المنورة أو في الأزهر الشريف, لكن طموحاته كانت في غير ذلك, فقد التحق بالعمل الجهادي الفلسطيني في فترة مبكرة من حياته فالتحق بالعمل العسكري من خلال حركة "فتح" عندما كانت تتبنى خيار الكفاح المسلح.
تعرض الشيخ أبو طير لست حالات اعتقال كانت الأولى عام 1974 وحينها أصدرت محكمة اللد العسكرية الصهيونية عليه حكماً بالسجن 16 عاماً، وخفضت إلى 13 عاماً بعد الاستئناف، والثانية أثناء الانتفاضة الأولى في شهر شباط/ فبراير 1989 بتهمة الانتماء إلى تنظيم عسكري، وشراء سلاح ، وفي حينها أمضى حكما بالسجن ل13 شهرا، أما الاعتقال الثالث فكان في الأول من أيلول/ سبتمبر 1990 حيث أمضى حكماً بالسجن 6 أشهر إداري خلال أزمة الخليج الثانية في سجن الرملة "نيتسان "، وفي المرة الرابعة بعد سنة تقريباً من الإفراج كانت في الثامن من آذار/مارس 1992 بتهمة حيازة وشراء سلاح للعمل العسكري لحركة حماس مع بداية نشاط كتائب الشهيد عز الدين القسّام في الضفة الغربية.
واليوم وبعد ما يقارب العامين من اعتقاله الأخير بتهمة " العضوية في الشرعية الفلسطينية" يشرع الشيخ أبو طير بابا آخر من أبواب الجهاد, باب الدفاع عن حقوقه الشرعية في القدس التي ولد فيها وصلى في مساجدها وشرب من مائها الرقراق وقدم سنوات عمره دفاعا عنها, يقف شيخنا اليوم في وجه قرار صهيوني جائر قضى بحرمانه مع بقية زملائه من ممثلي الشرعية الفلسطينية المقدسيين الأسرى من هوية القدس, وكأن الانتماء للأرض يحتاج إلى بطاقة وهوية.
اليوم يحلق بصر أبو طير من داخل سجن نيتسان ليجول بأحياء القدس العتيقة, وليلقي التحية على أعتاب أقصاها.